مباراة الكالديرون إما الحياة أو الغرق

5
أشهر ويوم واحد مرت على آخر لقاء جمع فريقي برشلونة وأتلتيكو مدريد هذا
الموسم ، أو قل بالأحرى مرت على آخر صراع دار بينهما ، رغم ما حققه برشلونة
من نتيجة كبيرة فيها في الكامب نو ، في مباراة كانت السيطرة الكاتلونية
واضحة المعالم فيها ، انتهت بخماسية نظيفة لصالحه .




ورغم تعاقدات الأتلتيكو مع لاعبين جدد استحضرهم في الكامب نو كـفالكاو و
دييغو ريفاس و أردا توران ، في محاولة منه لإذابة الجليد الذي يعتريه في
كل زيارة لهذا الملعب ، إلا أن الفشل كان العنوان ، حيث لم يحتاج البرسا
سوى أقل من ربع ساعة ليعلن عن هدفين ثمينين سجل الأول دافيد فيا ، والثاني
سجله لاعب الأتلتيكو ميراندا في مرماه بالخطأ .

أما هدف فيا فالفضل في صناعته يعود إلى تشافي هيرنانديز صاحب القدم
الأعلى في تلك المباراة ، بمقابل هدف ميراندا الذي خلط المعايير مبكراً
حينها ، بعد ارتطام الكرة بساقه لتدخل شباك فريقه طواعيةً ، وفي تلك
المباراة لعب المدرب غوارديولا بتشكيلة 3-4-3 حيث أقحم 4 لاعبين في الوسط ،
وكان الأمر منه حينها بإعطاء التوجيهات لكل من ماسكيرانو أو بوسكيتش
للرجوع إلى منطقة الدفاع وقت الحاجة .

في مباراة كان ابن تيراسا تشافي هيرنانديز نجماً فيها ، بل قبطاناً لخط
الوسط يقوم على نهج اللمسة الواحدة للكرة ، وكان يتحرك فيها كالسمكة في
الماء ، وهذا ما أثمر عنه من صناعته للهدف الأول للفريق والذي لولاه لما
أتى ، وفي تلك اللحظات العصيبة على الأتلتيكو في الكامب نو جاء ما أثقل
كاهل فريق المدرب سيميوني أكثر وأكثر ، ألا وهو ليونيل ميسي صاحب الهاتريك
فيها ، حيث بدأ الأرجنتيني في استعراض قواه كما لو كان الملعب ساحة أو
فناءً فارغاً من محتواه .

ليسجل ميسي هدفه الأول في المباراة من تمريرة عن طريق الكناري بيدرو
رودريغيز ، ولم يكتف ابن روزاريو بذلك الهدف ، بل أضاف بعده هدفين آخرين
مزقت الأتليكو تماماً بخماسية نظيفة ، وليرفع سجل تهديفه حينها إلى 17
هدفاً في 13 مباراة .

وإن تكلمنا بلغة الأرقام التي خاضها ميسي ضد أتلتيكو مدريد ، فإننا سنجد
أن الأرجنتيني لم يكن يرحم البتة ، فكما أسلفنا أنه سجل هاتريك في مباراة
الذهاب في الكامب نو ، وقد اعتبر ذلك الهاتريك رقم 3 في مسيرته ضد هذا
الفريق ، وصراحة فإن الأتلتيكو لم يكن مرتبكاً من ميسي وحده فقط ، بل أضف
إليه تشافي السلاح الفتاك ، في مباراة كانت من أفضل المباريات التي قدمها
المايسترو آنذاك .

فتشافي لا يمكننا أن نقول أنه يلعب كرة قدم عادية ، في حين أن سجلاته
التاريخية سجلت له 69 هدفاً في 14 موسم لعبها مع الفريق الأول ، وهو رقم
ليس بالقليل للاعب يتمركز في الوسط ، وسجلاته آخذة بالازدياد بشكل كبير هذا
الموسم ، حيث ولغاية اللحظة سجل 11 هدفاً فيه ، بمقابل 10 أهداف سجلها
طيلة الموسم الماضي ، ومباراة الأتليتكو غداً ستمنكه من الصعود أكثر في
سجله إن تمكن من التسجيل فيها .

والآن تعود العجلة لتدور مجدداً لتجمع بين الفريقين غداً في معقل
الكالديرون ، في مباراة الموت أو الحياة بالنسبة لبرشلونة في الليغا ،
والذي يتأخر عن غريمه ريال مدريد بـ10 نقاط ، خاصة وأن هذه المباراة تلعب
خارج الديار ، سيحاول خلالها سيميوني أن يقطع الطريق على اللاعبين الأخطر
في برشلونة ، محاولاً منع منحهم تراخيص التهديف في شباك فريقه ، لكن إن كان
في الملعب لاعبون كـتشافي وميسي فحتماً أنّ التراخيص ستأتي للبرسا حبواً